سأل المطران بولس مطر خلال حفل تخريج جامعة الحكمة لدفعة من الطلاب من حمَلة الماستر والإجازات في كلّياتها الثماني، "إذا لم يستطع لبنان بناء دولته المتينة والموحّدة مع إحترام الخصوصيّات المشروعة فيه فأيّة دولة في المنطقة ستستطيع القيام بهذه المهمّة الحضاريّة السامية؟".
قال: "أنّ الأمر جلل وهو يرتّب علينا سلوك سبل النجاح لأنّ الفشل في قيام لبنان ممنوع، اليوم وغداً وبعد غد. ونحن إنطلاقاً من هذا الواجب قررنا في الحكمة أن نقيم للجامعة تأسيساً جديداً، لننطلق في خدمة لبنان المستقبل. فبنينا لها صروحاً حديثة في منطقتي فرن الشبّاك والأشرفيّة وأضفنا إلى كليّات الحقوق والإنسانيّات فيها، كليّات علميّة متنوّعة إلى أن صارت كلّها بعدد ثماني كليّات لتلبّي حاجات الشباب المتطلّع إلى خدمة وطنه وإنقاذ حضارته".
وأكد انه "نحن طبعاً مع حقوق كلّ طائفة وأن تكون ناجزةً وكاملة. ونحن مع شراكة الجميع عبر تمثيل صحيح في خدمة الجميع. لكنّنا ندرك في الوقت عينه أنّ حقوق الطوائف إذا ما ضمنها الوطن الموحّد والدولة الواحدة تصبح أقوى من واقعٍ تصون فيه كلّ طائفة حقوقها منفردة. أمّا تفتيت الشعوب وعربها طائفيّاً ومذهبيّاً كما يجري مع الأسف في شرقنا اليوم فإنّه سيكون نهاية سيئة للشرق كلّه وللإنسانيّة المنفتحة على الآخر ولحضارة الحوار والتلاقي".
ورأى ان "المحرقة الّتي يتكلّمون عنها في قلب العاصمة ليست الحلّ المنشود على الإطلاق لرفع السموم عن بيروت وأهلها، بل ستكون هي مجلبة للسموم إليها. فكما عجز المسؤولون عن إيجاد حلّ لرفع الأضرار الناتجة عن مدخنة الذوق، رغم وعود مرّ عليها ثلاثون عامّاً، سوف يعجزون عن رفع الأضرار عن بيروت بفعل المحرقة الجديدة. فنطالب بحلّ آخر للمدينة، وهي عاصمة لبنان ورمز رقيّه وحضارته".